نوبات القلب... تصيب النساء أكثر من الرجال
خطرها يتفوّق على سرطان الثدي
نوبات القلب... تصيب النساء أكثر من الرجال
عن اندبندنت
تتعرض ثماني نساء من بين كل عشر تجاوزن الخامسة والثلاثين لخطر الإصابة بمرض القلب رغم أن العوارض التي تصيبهن قد لا تتطابق أحياناً والعوارض المذكورة في أي كتاب طبي. وتتفوق نسبة النساء اللواتي يتوفين جرّاء الإصابة بنوبة قلبية اللواتي يتوفين بعد إصابتهن بسرطان الثدي. مع ذلك، غالباً ما يفشل المرضى والأطباء في تحديد العوارض بدقة.
لم تدرك كاث هايوودز (49 عاماً) أنها تتعرض لنوبة قلبية. عندما بدأت تشعر بألم في ذراعها، خففت من حماستها في ممارسة رياضة كرة السلة خلال نزهتها. ذات يوم شعرت كاث ببوادر الرشح فأحست بألم في ذراعها وشعرت بالانحطاط قليلاً وبالعصبية والتعاسة.
في اليوم التالي، خرجت برفقة ابنها دافيد البالغ 13 عاماً في نزهة: «شعرت بألم حاد في ذراعي اليمنى وقلت في نفسي لا بد من الكفّ عن قذف هذه الكرة». كان الألم حادّاً إلى درجة أنها قطعت النزهة وعادت إلى المنزل. رفضت طلب زوجها وابنيها استدعاء سيارة الإسعاف ونقلها إلى المستشفى رغم ازدياد حدته وخلدت إلى النوم. لكن في النهاية، عندما فاق الألم قدرتها على التحمل استجابت الأم إلى طلبهم. شعرت بالتعب والإعياء والانزعاج ولم تشعر بأيّ ألم في ذراعها اليسرى بل في ذراعها اليمنى كما أنها لم تعانِ من ألم حاد في صدرها. مع ذلك أظهرت الوقائع بشكل جليّ إصابتها بمرض في القلب.
كل سنة، تصاب 103 آلاف امرأة في بريطانيا بنوبة قلبية فيما يموت 47 ألف امرأة على الأقل من الداء القلبي التاجي. يتسبب هذا الداء بوفاة النساء أكثر بعشرة أضعاف من سرطان الثدي وهو يصيب نساء أوروبا أكثر من رجالها.
توصف العلاجات القلبية المعيارية مثل الأسبيرين والعملية الجراحية للرجال، لكن ما من دليل قاطع على أن الأدوية التقليدية المستخدمة لمعالجة الداء القلبي التاجي هي فعالة لدى النساء والرجال على حد سواء.
الأسبيرين غير فعّال
أظهرت دراسة في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر نُشرت في صحيفة بي أم سي الطبية أن الأسبيرين المستخدم بجرعات صغيرة للمساعدة على تجنب النوبات القلبية قد يكون علاجاً مناسباً للرجال. عاين هؤلاء 23 تجربة سريرية شملت أكثر من 113 ألف مريض لدراسة آثار الأسبيرين في منع النوبات القلبية، ثم حللوا مدى تأثير الأسبرين على الرجال مقارنة مع النساء فاكتشفوا أن الأسبيرين لم يخفف خطر الإصابة بنوبات قلبية غير قاتلة لدى النساء. يوضح الدكتور دون سين، أحد المشرفين على الدراسة: «حذرنا الأطباء السريريين من مغبة وصف الأسبيرين للنساء من أجل تجنب حدوث نوبات قلبية. لا بد في أن تستشير ذاك للتأكد من أن الفوائد المتعلقة بالأسبيرين تفوق المخاطر».
تكشف هذه الدراسة بالتالي بأنّ المصابات بالنوبة القلبية يحتجن إلى علاج مختلف عن ذاك المخصّص للرجال إذ غالباً ما تكون العوارض مختلفة. يشكّل هذا الموضوع محور حملة « Her at heart» التي أطلقتها الدكتورة غادة ميخايل (مستشارة قسم طب القلب في مستشفى سانت ماري في غرب لندن) مع زملائها من أجل زيادة الوعي عند اختصاصيي الصحة والمريضات اللواتي يخضعن إلى تشخيص داء القلب الوعائي. تقول ميخايل « ينتبه الرجال إلى داء القلب إلى درجة أنهم في حال إصابتهم بضيق في الصدر يسرعون إلى غرفة الطوارئ أو تدفعهم زوجاتهم إلى ذلك. في المقابل تعاني المرأة من عسر الهضم والانزعاج والألم في الفك من دون أن تدرك أنها مصابة بنوبة قلبية». تضيف: «تتأخر النساء في الذهاب إلى المستشفى أكثر من الرجال بسبب عدم إدراكهن أنهن أصبن بنوبة قلبية. أول ما يخطر في بالهن هو سرطان الثدي. مع ذلك، إن المسبب الأول للموت بين النساء هو داء القلب وليس سرطان الثدي».
تجاهل العوارض
اختبرت كاث هايوود ألماً في فكّها فعزت ذلك إلى إصابة قديمة في عنقها فتجاهلت عوارضها ولم تربطها بداء القلب. تقول: «لم يخطر في بالي أبداً أنني أتعرض إلى نوبة قلبية حتى وضع الطبيب حبة دواء تحت لساني وحقنني في الوريد».
تؤكد الدراسات الأميركية والأوروبية تأخر النساء في طلب المساعدة الطبية وعندما يفعلن ذلك، فبسبب مشاكل إضافية مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم ومعدل الكولسترول. طلب مارتن كاوي (أستاذ طب القلب في المعهد الوطني للقلب والرئة) ومجموعة من زملائه مليوني جنيه استرليني من الحكومة البريطانية لتمويل دراسة حول الفرق بين الجنسين في العلاج القلبي وأسباب تجاهل النساء للعوارض وتأخرهن عن قصد المستشفى.
ردود الفعل تجاه العلاج
عوارض النوبة القلبية لدى النساء أكثر غموضاً من تلك لدى الرجال وتتضمن ضيقاً في الصدر وألماً في الفك والعنق والجزء العلويّ من الظهر وتعباً وضيقاً في التنفس وقلقاً.
يضيف البروفسور كاوي: «أفرطت الكتب في تبسيط العوارض، إلا أن الواقع هو أكثر تعقيداً. يعالج الأطباء النساء المصابات بداء القلب في شكل مختلف، فيجرون فحوصات قليلة ولا يخضعونهنّ إلى علاج مكثف».
فحوصات القلب الأساسية مثل تخطيط كهربائية القلب وفحص الوظيفة الرئوية عبر التمارين الرياضية هي أقل حساسية لدى النساء. كذلك إنّ حالات الوفاة خلال الرأب الوعائي (حيث يُمرر بالون صغير عبر الشرايين لتوسيعها) والتحويلة القلبية أعلى لدى النساء مقارنة بالرجال.
الهورمونات والوزن واختلاف حجم القلب والشرايين لدى النساء كلها عوامل اختلال تؤكد اختلاف ردة الفعل لدى النساء مقارنةً مع الرجال.
إكتشفت الدكتورة ميخايل بعد إجراء الأبحاث على الأنابيب المعدنية الصغيرة الشبكية الشكل التي يتم إدخالها إلى الشرايين لإبقائها مفتوحة أن نتيجة هذه الأجهزة هي ذاتها لدى النساء والرجال وأنها أكثر فعالية من الأجهزة المعدنية المحض التي تناسب الرجال أكثر.
تندم كاث هايوود التي زُودت بجهاز معدني في قلبها و تتناول الآن جرعة قليلة من الستاتين وحبوب ضغط الدم والأسبيرين والحبوب المرققة للدم لعدم معرفتها الكثير عن المرض الذي أصابها. وختمت مؤكدةً «قيل لي إن النساء لا يختبرن العوارض ذاتها التي يختبرها الرجال لكنني لم أعرف ذلك. لو أنني عرفت في وقت سابق، لتجنبت حدوث النوبة القلبية».
عوارض وإرشادات للنوبة القلبية
عوارض رئيسة قبل النوبة القلبية:
- تعب واضطراب في النوم.
- ضيق في التنفس.
- قلق وعسر هضم.
عوارض رئيسية خلال النوبة:
- ألم في الصدر قد لا يحصل دائماً.
- ضيق في التنفس.
- وهن وتعب وتعرّق بارد.
- دوار وألم في العنق والفك.
ارشادات
- خففي من نسبة الكافيين واشربي الكثير من الماء.
- لا تدخني.
- تناولي طعاماً صحياً ومارسي الرياضة بانتظام.
- افحصي ضغط دمك ومعدلات الكوليسترول والسكر بانتظام.
- يجب عدم وصف الأسبيرين للنساء لمنع حدوث نوبة قلبية أو الوقاية منها على حد تعبير مؤسسة أمراض القلب البريطانية، لكنه فعّال في الوقاية من حدوث المزيد من النوبات.
[center]
[b]
[center]