ألا يوجد شغل للكونغرس إلا مضايقة العرب والمسلمين؟

ألا يوجد شغل للكونغرس إلا مضايقة العرب والمسلمين؟


من الذي أعطي الحق للكونغرس الأمريكي ليشرع لدول أخري ويفرض عليها أفكاره الشيطانية وهو أكبر تجمع يجيز الإبادة وجيش بلاده يبيد المسلمين في العراق وأفغانستان؟ وما الذي يمنعه من سن قوانين ملزمة أو غير ملزمة لا فرق، ضد ابادة الشعب الفلسطيني كل يوم علي يد الآلة العسكرية الهمجية لإسرائيل ؟ أم أنه لا يستطيع علي الحمار فيتشطر علي البردعة ؟
القانون الأخير الذي سنه الكونغرس الأمريكي والذي يندد فيه بمجازر مزعومه قام بها الأتراك العثمانيين للأرمن في القرن الماضي وبالضبط ما بين سنة 1915 و1917 والتي يزعمون أنه ذهب ضحيتها ـ الإبادة ـ حوالي مليون ونصف مليون أرميني .
جاء في سياق سياسي خطير تمارسه الإدارة الأمريكية بتفويض من الكونغرس للضغط علي دول الجوار العراقي لمساندتها علي الخروج من ورطتها السياسية والعسكرية التي تعانيها في بلاد الرافدين .
هذا القرار أو القانون الجديد لم يكن وقته جزافا ولا جاء اعتباطا بعد نجاح حزب العدالة والتنمية في تركيا في الانتخابات الرئاسية وبعد اكتساحه للانتخابات التشريعية والبرلمانية وتمكنه من تأسيس الحكومة بنجاح منقطع النظير، ونحن نعلم خوف أمريكا من كل ما يمت بصلة إلي الإسلام، وحزب العدالة والتنمية ذو مرجعية إسلامية محضة وبعيدا عن العلمانية بعده عن أمريكا ذاتها جغرافيا .
هذا الخوف الأمريكي من خسارة حليف آخر بالمنطقة بعد زيارة أوردوغان الأخيرة إلي سورية وتمكنه من الحصول علي موافقة سورية علي مواجهة حزب العمال الكردستاني المطالب بالاستقلال وتكوين دولة مستقلة كردية تضم أكراد إيران والعراق وتركيا وسورية، يمكن من خلاله أن يخرج الكونغرس من صمته علي تركيا وعلي بعض سياساتها بالمنطقة .
وجاء القرار والقانون المذكور كورقة ضغط علي تركيا لإرجاعها إلي حظيرة الأمريكان .
التحالف الأمريكي مع الدول الأخري يقوم علي المصالح الاستراتيجية عندها وليس علي مصالح الشعوب المستضعفة في العالم النامي والمتخلف كما تدعي دائما .
والدليل علي ذلك هو صمتها علي إبادات تحصل يوميا بفلسطين ولبنان وعلي إبادات أخري مارستها دول مستعمرة في القرن العشرين كإبادة الشعب الجزائري علي يد الفرنسيين خلال الحقبة الاستعمارية التي دامت أكثر من 130 سنة بالتمام لبلد مسلم وعربي وصمتها عن ما اقترفه الاستعمار الإسباني في حق مغاربة الريف والشمال خلال فترة استعمار إسبانيا للمغرب في القرن العشرين وقام بإبادة ممنهجة استعملت فيها كل الوسائل الممنوعة قانونيا وإنسانيا. ولا ننسي تورطها في إبادة العراقيين بعد احتلال البلاد سنة 2003، ولا زالت تحتله وتحصد المئات والعشرات من الضحايا الذين يسقطون يوميا وجعل العراق بلدا مفكك الأوصال، بل دفعت كونغريسها الديمقراطي جدا إلي سن قانون لتقسيم العراق إلي ثلاث كانتونات سياسية ضعيفة لاستغلالها اقتصاديا وسياسيا وثقافيا .
هذه هي سياسة أمريكا التي تحارب الدول الممانعة لها وتتحالف مع أخري وذلك من خلال كونغريسها الذي يعطي لنفسه الحق أن يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ذات السيادة ويتناسي ما قامت به بلده أمريكا من فظائع في فيتنام، حيث لا زال 8 ملايين شخص يعاني من تبعات تلك الحرب القذرة التي استعملت فيها أمريكا سلاحا بيولوجيا فتاكا أدي إلي تشويههم، لا هم ميتون فيرتاحون من العذاب ولا هم أحياء طبيعيون يمارسون الحياة بكل تلاوينها. إن أغلبية الشعوب في العالم الحر أصبحت جد متيقنة أن أمريكا وسياساتها لا يمكنها أن تكون صادقة وذات جدوي بحيث يصعب عليها أن تثق في سياسات ممنهجة من أجل استغلالها اقتصاديا وسياسيا وثقافيا .
فلا يعقل أن تثق بدولة تندد بإجراءات وجرائم يكون وراءها مسلمون وتغض الطرف عن أخري يكون وراءها غربيون وغير مسلمين .
أليس في هذا الفعل ما يوضح بجلاء أن هناك سياسة للنفاق والكيل بمكيالين مع الشعوب في العالم كله كل حسب موقعه ؟
نستغرب فقط لوجود من يبرر سياسات أمريكا وقراراتها ويمنحها صك الاعتراف بديمقراطيتها الغربية التي لم نر ولم نقرأ عنها من قبل فهؤلاء إما أنهم يبيعون الوهم للشعوب العربية التي أصبحت لا تثق فيهم مطلقا وأصبحوا ينفخون في قربة مقطوعة بكلامهم المعسول هذا عن ديمقراطية أمريكا وحرية أمريكا وجمال نساء أمريكا، وإما أنهم يردون الجميل إليها علي ما قبضوه منها نقدا وعدا، وفي الحقيقة فإننا نذهب في الاتجاه الأخير وإلا ماذا يفسر هذا التسارع إلي الدفاع عن أمريكا أكثر مما تفعل هي عن نفسها ؟

مشكوور اخ اسامه الموضوع مش بايدينا والله بعيين